حكم صيام الحامل التى تتضرر بالصوم

بواسطة Unknown يوم الأحد، 21 يوليو 2013 القسم : 0 التعليقات
حكم صيام الحامل التى تتضرر بالصوم


إقرأ البقية

قصة وعبرة

بواسطة Unknown يوم السبت، 20 يوليو 2013 القسم : 0 التعليقات

منذ سنوات , انتقل أحد المسلمين للسكن
في مدينة لندن – بريطانيا ليقترب قليلا من مكان
عمله, و كان يركب الباص دائماً من منزله إلى مكان عمله.
بعد انتقاله بأسابيع, و خلال تنقله بالباص, كان أحياناً
كثيرة يستقل نفس الباص بنفس السائق.

وذات مرة دفع
أجرة الباص و جلس, فاكتشف أن السائق
أعاد له 20 بنساً زيادة عن المفترض من الأجرة.

فكر المسلم وقال لنفسه أن عليه إرجاع المبلغ الزائد لأنه ليس من حقه.
ثم فكر مرة أخرى و قال في نفسه: “إنسَ الأمر, فالمبلغ زهيد وضئيل , و لن يهتم به أحد كما أن شركة الباصات تحصل على الكثير من المال من أجرة الباصات ولن ينقص عليهم شيئاً بسبب هذا المبلغ, إذن سأحتفظ بالمال و أعتبره هدية من الله و أسكت.

توقف الباص عند المحطة التي يريدها امسلم, و لكنه قبل أن يخرج من الباب , توقف لحظة و مد يده و أعطى السائق العشرين بنساً
و قال له: تفضل, أعطيتني أكثر مما أستحق من المال!!!

فأخذها السائق و ابتسم و سأله: “ألست الساكن المسلم الجديد في هذه المنطقة؟ إني أفكر منذ فرة في الذهاب إلى مسجدكم للتعرف على الإسلام, و لقد أ عطيتك المبلغ الزائد عمداً لأرى كيف سيكون تصرفك”!!!!!

و عندما نزل المسلم من الباص, شعر بضعف في ساقيه و كاد أن يقع أرضاً من رهبة الموقف!!!
فتمسك بأقرب عامود ليستند عليه, و نظر إلى السماء و دعا باكيا:
يا الله , كنت سأبيع الإسلام بعشرين بنساً!!!

أحياناً نكون نحن النافذة التي يري منها الآخرون الأسلام
يجب أن يكون كلٌ مِنَّا مثَلاً وقدوة للآخرين
ولنكن دائماً صادقين , أمناء
وقبل كل شئ فتذكر أن الله عليك رقيب

إذا أعجبتك القصة من فضلك قم بنشرها :)
إقرأ البقية

سبب تحريم مصافحة الرجال للسيدات

بواسطة Unknown يوم الخميس، 18 يوليو 2013 القسم : | 0 التعليقات




قال علم التشريح:
هناك خمسة ملايين خلية في الجسم تغطي السطح..
كل خلية من هذه الخلايا تنقل الأحاسيس؛
فإذا لامس جسم الرجل جسم المرأة سرى بينهما اتصال يثيرالشهوة.
وأضاف علم التشريح: حتى أحاسيس الشم،
فالشم قد ركب تركيباً يرتبط بأجهزة الشهوة؛
فإذا أدرك الرجل أو المرأة شيئاً من الرائحة سرى ذلك في أعصاب الشهوة،
وكذلك الأستماع….. وأجهزة السمع مرتبطة بأجهزة الشهوة،
فإذا سمع الرجل أو سمعت المرأة مناغمات من نوع معين فانه يحدث نوع من
الكلام المتصل بهذه الأمور
أو يكون لين في الكلام من المرأة فإن كله يترجم ويتحرك إلى أجهزة الشهوة!
ومنهم من يقرأ الحرف فيأتي يهز بذيله متقمصا ثوب شهامه
ولو كان يملكها ما فعل
وهذا كلام رجال التشريح المادي من الطب
يبينونه ويدرسونه تحت أجهزتهم وآآآآآلاتهم
ونحن نقول :
نقول سبحان الله الحكيم الذي صان المؤمنين والمؤمنات
فأغلق عليهم منافذ الشيطان وطرق فساده.
.والله أعلم
قال تعالى :
( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) صدق الله العظيم 
والله أعلى وأعلم
إقرأ البقية

آيه الكرسى وفضلها

بواسطة Unknown يوم القسم : 0 التعليقات

آيــــــــة الكرســــــــــــــــــي
يارب منفتح رسالتي وقرأها إفتح عليه بركات رزق من السماء
ومن نشرها بين العباد فادخله جنتك بغير حساب ولاسابقة عذاب

سيدة آيات القران
أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِ ذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

لماذا هي سيدة آي القران ؟
· هي القاعدة الأساسية للدين لما فيها من توحيد خالص.
· وهى أشرف آية في القرآن.
· بها خمسون كلمة ... وفى كل كلمة خمسون بركة..
· وهى تعدل ثلث القرآن.
· هي آية جمعت أكثر من 17 أسم من أسماء الله الحسنى..

متى نزلت ؟
· نزلت ليلاً.
· ولما نزلت خر كل صنم في الدنيا ..
· وكذلك خر كل ملك في الدنيا، وسقطت التيجان عن رءوسهم..
· وهربت الشياطين.

لماذا سميت أية الكرسي ؟
· الكرسي هو أساس الحكم وهو رمز الملك .
· وهى الدالة على الإلوهية المطلقة ..
· رفعها الله في بدايتها باسمه ( الله ) وفى نهايتها باسمه ( العلى العظيم(
· وهى ترفع معها كل من تعلق بها واستمسك بها ...
· ومن حفظها حفظته ورفعته معها إلى أعلى مقام وأسمى منزلة .

ماذا قال عنها رسول الله - صلى الله علية وسلم - ؟
وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ )
لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ

هل تعلم فضل أية الكرسي ؟
هذه آية أنزلها الله جل ذكره وجعل ثوابها لقارئها عاجلاً وأجلا
فأما في العاجل
· لمن قرأها فى زوايا بيته الأربع تكون للبيت حارسه وتخرج منه الشيطان .
· لمن قرأها ليلا خرج الشيطان من البيت ولا يدخله حتى يصبح و آمنه الله على نفسه.
و هي لمن قرأها ...
في الفراش قبل النوم لنفسه أو لأولاده يحفظهم الله لا يقربهم شيطان حتى يصبحوا ويبعد عنهم الكوابيس والأحلام المزعجة .
أما فى الآجل
لمن قرأها دبر كل صلاة ليس بينه وبين دخول الجنة إلا أن يموت.
الله )
هو اسم الذات العليا ويقال أنه الاسم الأعظم .وكل الأسماء تابعه إليه على سبيل الوصف (ولله الأسماء الحسنى)
اسم يتحدى بها الله أن يُسمى به سواه.
لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ)
هي شهادة منا بالتوحيد الخالص ومحلها القلب .ولقد أرسل الله جميع الأنبياء عليهم السلام برسالة التوحيد .جاء النفي في الأول حتى نتخلى عن الكفر والشرك وننظف قلبنا من جميع الآفات لكي توضع كلمة الله على أساس صحيح طاهر خالي من الدنس .كل حركة في الحياة تؤدى إلى عمار الأرض فهي عبادة والإيمان القوى يثبت أقوال المؤمن وأفعاله فلا تهتز بعد ذلك مع تقلبات الحياة.
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته 
اللهم ارحم المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات
اللهم نسألك حسن الخاتمة
انشرها: ولك أجرها
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
إقرأ البقية

قصة أصحاب الاخدود

بواسطة Unknown يوم الثلاثاء، 16 يوليو 2013 القسم : 0 التعليقات

"كان ملكٌ فيمن كان قبلكم, وكان له ساحر, فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إليَّ غلامًا أعلمه السحر. فبعث إليه غلامًا يعلمه, وكان في طريقه إذا سلك راهب, فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه, وكان إذا أتى الساحر مرَّ بالراهب وقعد إليه, فإذا أتى الساحر ضربه, فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر.
فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس, فقال: اليوم أعلم آلساحرُ أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجرًا فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحبَّ إليك من أمر الساحر، فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس. فرماها، فقتلها ومضى الناس. فأتى الراهب فأخبره, فقال له الراهب: أي بُنَيَّ، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، فإن ابتُليت فلا تدُلَّ عليَّ.
وكان الغلام يُبرِئ الأكمه والأبرص, ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس الملك وكان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال: ما ها هنا لك أجمع, إن أنت شفيتني. فقال: إني لا أشفي أحدًا، إنما يشفي الله تعالى, فإن آمنتَ بالله تعالى، دعوتُ الله فشفاك. فآمن بالله تعالى، فشفاه الله تعالى.
فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من ردَّ عليك بصرك؟ قال: ربي. قال: ولك رب غيري؟! قال: ربي وربك الله. فأخذه فلم يزل يعذِّبه حتى دلَّ على الغلام. فقال له الملك: أي بُنَيَّ، قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال: إني لا أشفي أحدًا إنما يشفي الله تعالى. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك. فأَبَى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مَفْرِق رأسه فشقه حتى وقع شِقَّاه, ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك. فأَبَى, فوضع المنشار في مفرق رأسه, فشقه به حتى وقع شقاه.
ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك. فأَبَى, فدفعه إلى نفرٍ من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا، فاصعدوا به الجبل, فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه, وإلاَّ فاطرحوه. فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا, وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل بأصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى.
فدفعه إلى نفر من أصحابه، فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور وتوسطوا به البحر, فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه. فذهبوا به فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة، فغرقوا. وجاء يمشي إلى الملك. فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ فقال: كفانيهم الله تعالى. فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به. قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع، ثم خذ سهمًا من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قُلْ: باسم الله رب الغلام. ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني.
فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه، ثم أخذ سهمًا من كنانته, ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله رب الغلام. ثم رماه، فوقع السهم في صُدْغه، فوضع يده في صدغه، فمات.
فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام.
فأُتي الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر، قد والله نزل بك حذرُك قد آمن الناس. فأمر بالأخدود بأفواه السكك، فخُدَّت وأُضرم فيها النيران وقال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه. ففعلوا، حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أماه، اصبري فإنك على الحق"[1].
فهذا الحديث وإن كان يحمل في جوانبه رقائق وزهدًا, فإنه يحمل في ثناياه معاني عظيمة, وفوائد جليلة وأفكار بناءة, وهذا ليس بعيدًا عن الحديث النبوي الجليل, فقد أوتي  جوامع الكلم، وكان الفقهاء يستنبطون من الحديث الواحد فوائد فقهية وتربوية جمَّة.
ولو رحنا نتعمق في هذا الحديث كلمة كلمة، وفقرة فقرة, لتبيَّن لنا أن هذا الحديث من الأحاديث المهمَّة في التربية والتطور والثقة بالله وتصحيح بعض المفاهيم. فمن هذه الفوائد هذه الباقة العطرة:
الفائدة الأولى:
فأما الفائدة الأولى من هذا الحديث, فإن بطل هذه القصة المثيرة هو غلام، وهذا الغلام هو الذي أجرى الله على يديه على الأحداث السابقة الواردة في الحديث النبوي الشريف.
وهذا يجعلنا, بل يثير انتباهنا كي نهتم بالأطفال أبلغ اهتمام, يقول الرافعي رحمه الله: "إن الفِجَّ اليوم هو الناضج غدًا". فالأطفال اليوم وإن كانوا أطفالاً, فهم في الغد رجال, سيحملون ما يحملون من أفكار، وربما مجدد العصر يكون بين هذه الأطفال.
إن علاقتنا مع أطفالنا علاقة عضوية فقط, علاقة طعام وشراب ونسب. أما علاقة التربية فهي منقطعة، فالتربية هي: عملية بناء الطفل شيئًا فشيئًا إلى حد التمام والكمال.
والتربية مأمور بها الإنسان المسلم لأولاده: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ[التحريم: 6], "ما من مولود يُولد إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يمجِّسانه".
الفائدة الثانية:
أما الفائدة الثانية من الحديث فنستشفها من قول الراهب: "أي بُنَيَّ، أنت اليوم أفضل مني". هذه هي النقطة الفاصلة التي لم نستطع حتى الآن ومنذ قرون أن نتجاوزها، وهي اعتراف الأستاذ بأن تلميذه أصبح أفضل منه.
وحتى الآن لم نسمع -إلا نادرًا- أن أستاذًا مدح تلميذه وقرظه، وهذا الأمر إن يكن غريبًا بعض الشيء إلا أنه يحمل معنيين مهمين:
1- تواضع العالِم الأستاذ.
2- إن المجتمع لن يتقدم ولن يتحسن حاله, إذا بقي التلميذ مثل أستاذه يقلده في كل شيء.
إن أحسن أحوال التلميذ أن يصبح مثل أستاذه يقلده في كل شيء.. إن أحسن أحواله أن يصبح مثل أستاذه نسخة ثانية عنه، فيشرح متونه ويختصر شروحه..
يقول الشيخ محمد علي الطنطاوي -رحمه الله-: "إن سبب الركود العلمي في بلاد الشام في القرن الماضي هو فقدان التشجيع". وأي تشجيع أعظم من أن يمدح الأستاذ تلميذه، ويعترف بجهوده!
ولقد كانت إحدى وسائل التشجيع عند النبي  إطلاق بعض الألقاب العلمية على الصحابة المتميزين، كقوله : "أقرؤكم أُبَيّ وأفرضكم زيد".
إننا بحاجة ماسَّة إلى هذه النقطة في كافة المجالات، حتى يبدأ التلميذ من حيث انتهى أستاذه، ويساهم في بناء قلعة الإسلام.
الدعـــاء الفائدة الثالثة:
وهي تكمن في صدق الالتجاء إلى الله تعالى وطريقة الدعاء والثقة بالإجابة، وذلك عندما قال: "اللهم اكفنيهم بما شئت".
وهو دعاء غريب جدًّا.. يحمل فيه ذلك الغلام الثقة المطلقة بالله عز وجل، واستغنى عن التفصيل في كيفية وآلية النجاة, وكلها لله سبحانه وتعالى.
فآلية النجاة وكيفيتها لا تأتي حسبما يخطط له الإنسان, وإنما تأتي على الكيفية التي يريدها الله سبحانه وتعالى، وما على الإنسان إلا أن يحسن الثقة بالله سبحانه، ويَكِلُ الآليات له سبحانه.
الفائدة الرابعة:
الإصرار على نشر الدعوة، وهذا يؤخذ من هذا المشهد الذي تكرر مرتين في الحديث "وجاء يمشي للملك". فلماذا بعدما نجا في المرة الأولى وفي المرة الثانية لم يهرب بل عاد إلى الملك الظالم؟
إن في عنقه رسالة لا بُدَّ أنه مؤديها؛ لذلك عاد مرة تلو المرة.. إنه يعطي درسًا عظيمًا للدعاة في الإصرار على الدعوة، وفي الإصرار على إظهار الحق وتحديه للباطل.
الفائدة الخامسة:
تكمن هذه الفائدة في تبني عامَّة الناس المبدأ الصحيح. حيث طلب هذا الغلام من الملك أن يجمع له الناس على صعيد واحد..
ولو سألنا أنفسنا لماذا طلب الغلام هذا الطلب، يتبين لنا أن المبدأ السليم والفكر الصحيح إذا استفاض واعتنقه عامة الناس، لم يقف أمامه طغيان طاغٍ أو ظلم ظالم.
لذلك طلب موسى أن يجتمع الناس في وقت متميز هو يوم عـيد، وفي ساعة متميزة هي وقت الضحى {قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى[طه: 59].
وإن أغلب الأفكار إذا لم يتبناها عامة الناس تضيع، أو ربما تؤجل. وعلى هذا فإن الإسلام لن ينتشر بالنُّخبة أو الطبقة المثقفة وحدها، فلا بد أن تتبناه عامة الناس في بيوتهم وفي معاملتهم.
الفائدة السادسة:
تحديد مفهوم النصر؛ حيث قام هذا الغلام -الذي هو أفضل بكثير من رجال في هذه الأمة- بتوضيح مفهوم النصر..
وليس مفهوم النصر أن ينتصر الغلام، إنما المفهوم الحقيقي للنصر هو انتصار المبدأ السليم والفكر الصحيح.
وهذا واضح من خلال دلالة هذا الغلام الملك على طريقة قتله، فلو كان مفهوم النصر نصرًا للأفراد والأشخاص وليس للمبدأ، لم يدله على هذه الطريقة، وإنما بيَّن للناس جميعًا أن المفهوم الحقيقي للنصر هو انتصار المبدأ لا انتصار الأفراد والأشخاص.
الفائدة السابعة:
وتتمثل في الثبات على مبدأ الحق الذي سطع، وذلك من خلال الفقرة التي مثلت صورة الأم مع طفلها وقول الطفل: "يا أماه اصبري، فإنك على حق".
ولعل صفة الثبات على المبدأ من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها الإنسان المسلم في عصرنا هذا وفي كل العصور، ولا سيما ونحن نرى سرعة تخلي الإنسان عن مبدئه مقابل عَرَضٍ من الحياة الدنيا، وصدق رسول الله : "يُصبح الرجل مؤمنًا ويُمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعَرَضٍ من الدنيا".
والله ولي التوفيق.
إقرأ البقية

قصة أصحاب الجنة

بواسطة Unknown يوم القسم : 0 التعليقات

جاء ذكرها فى سورة القلم ويقص إنه كان شيخ كانت له جنة، وكان لا يدخل بيته ثمرة منها ولا إلى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه وعند موته خالف ورثته ما كان يقوم به...
ورد ذكر القصة في سورة القلم . آية ( 17 - 33 ) .
قال الله تعالى:
(( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ))

 وهذا مثل ضربه الله لكفار قريش، فيما أنعم به عليهم من إرسال الرسول العظيم الكريم إليهم، فقابلوه بالتكذيب والمخالفة،  كما قال تعالى:
(( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَار ))

القصة:
قال إبن عباس:
 إنه كان شيخ كانت له جنة، وكان لا يدخل بيته ثمرة منها ولا إلى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه. فلما قبض الشيخ وورثه بنوه -وكان له خمسة من البنين- فحملت جنتهم في تلك السنة التي هلك فيها أبوهم حملا لم يكن حملته من قبل ذلك، فراح الفتية إلى جنتهم بعد صلاة العصر, فأشرفوا على ثمرة ورزق فاضل لم يعاينوا مثله في حياة أبيهم. فلما نظروا إلى الفضل طغوا وبغوا، وقال بعضهم لبعض: إن أبانا كان شيخا كبيرا قد ذهب عقله وخرف، فهلموا نتعاهد ونتعاقد فيما بيننا أن لا نعطي أحدا من فقراء المسلمين في عامنا هذا شيئا، حتى نستغني وتكثر أموالنا، ثم نستأنف الصنعة فيما يستقبل من السنين المقبلة. فرضي بذلك منهم أربعة، وسخط الخامس وهو الذي قال تعالى: (قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون).

فقال لهم أوسطهم: إتقوا الله وكونوا على منهاج أبيكم تسلموا وتغنموا، فبطشوا به، فضربوه ضربا مبرحا. فلما أيقن الأخ أنهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارها لأمرهم، غير طائع، فراحوا إلى منازلهم ثم حلفوا بالله أن يصرموه إذا أصبحوا، ولم يقولوا إن شاء الله.فإبتلاهم الله بذلك الذنب، وحال بينهم وبين ذلك الرزق الذي كانوا أشرفوا عليه. [تفسير القمي،ج2،ص381].

 إنها سنة إلهية:
ولعل في القصة إشارة إلى أن الله تعالى أجرى نفس السنة على المترفين أو طالهم منه شيء من العذاب في الدنيا. وفي رواية أبي الجارود عن الإمام الباقر تأكيد لذلك، اذ قال: (إن اهل مكة أبتلوا بالجوع كما أبتلي أصحاب الجنة).

فهذه السنة تنطبق على كل من تشمل الآيات التالية: (ولا تطع كل حلاف مهين* هماز مشاء بنميم* مناع للخير معتد أثيم* عتل بعد ذلك زنيم* أن كان ذا مال وبنين* إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين* سنسمه على الخرطوم) [القلم/ 10-16].

بعد ذلك يقول ربنا عزوجل: (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمونها مصبحين ولا يستثنون).

أي إختبرناهم بالثروة بمثل ما إختبرنا أصحاب المزرعة. ومادامت السنن الإلهية في الحياة واحدة، فيجب إذن أن يعتبر الإنسان بالآخرين، سواء المعاصرين له أو الذين سبقوه، وأن يعيش في الحياة كتلميذ، لأنها مدرسة وأحداثها خير معلم لمن أراد وألقى السمع وأعمل الفكر وهو شهيد.

بهذه الهدفية يجب أن نطالع القصص ونقرأ التاريخ. فهذه قصة أصحاب الجنة يعرضها الوحي لتكون أحداثها ودروسها موعظة وعبرة للإنسانية. ومن الملفت للنظر، إن القرآن في عرضه لهذه القصة لا يحدثنا عن الموقع الجغرافي للجنة، هل كانت في اليمن أو في الحبشة، ولا عن مساحتها ونوع الثمرة التي أقسم أصحابها على صرمها.. لأن هذه الأمور ليست بذات أهمية في منهج الوحي، إنما المهم المواقف والمواعظ والأحداث لمعبرة، سواء فصل العرض أو إختصر.

ومكروا ومكر الله:
فأشار القرآن إلى أنهم كيف أقسموا على قطف ثمار مزرعتهم دون إعطاء الفقراء شيئا منها، وتعاهدوا على ذلك. ولكن هل فلحوا في أمرهم؟ كلا.. (فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون فأصبحت كالصريم).

إن الله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم، ما كان ليغفل عن تدبير خلقه، وإجراء سننه في الحياة. فقد أراد أن يجعل آية تهديهم إلى الإيمان به والتسليم لأوامره بالإنفاق على المساكين وإعطاء كل ذي حق حقه.. وأن يعلم الإنسان بأن الجزاء حقيقة واقعية، وإنه نتيجة عمله.

وهكذا يواجه مكر الله مكر الإنسان، فيدعه هباء منثورا، (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين). وإذا إستطاعوا أن يخفوا مكرهم عن المساكين، فهل إستطاعوا أن يخفوه عن عالم الغيب والشهادة؟ كلا.. وقد أرسل الله تعالى طائفة ليثبت لهم هذه الحقيقة:
(فتنادوا مصبحين* أن أغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين* فإنطلقوا وهم يتخافتون* ان لايدخلنها اليوم عليكم مسكين* وغدوا على حرد قادرين* فلما رأوها قالوا إنا لضالون* بل نحن محرومون) [القلم/ 21-27].
في تلك اللحظة الحرجة إهتدوا إلى ان الحرمان الحقيقي ليس قلة المال والجاه، وإنما الحرمان والمسكنة قلة الإيمان والمعرفة بالله. وهكذا أصبح هذا الحادث المريع بمثابة صدمة قوية أيقظتهم من نومة الضلال والحرمان، وصار بداية لرحلة العروج في آفاق التوبة والإنابة، والتي أولها إكتشاف الإنسان خطئه في الحياة.

ومن هنا نهتدي إلى أن من أهم الحكم التي وراء أخذ الله الناس بالبأساء والضراء وألوان من العذاب في الدنيا، هو تصحيح مسيرة الإنسان بإحياء ضميره وإستثارة عقله من خلال ذلك، كما قال ربنا عزوجل: (فأخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون).

قصة تستحق التأمل:
فما أحوجنا أن نتأمل قصة هؤلاء الأخوة الذين إعتبروا بآيات الله، وراجعوا أنفسهم بحثا عن الحقيقة لما رأوا جنتهم وقد أصبحت كالصريم، فنغير من أنفسنا ليغير الله ما نحن فيه. إذ ما أشبه تلك الجنة وقد طاف عليها طائف من الله بحضارتنا التي صرمتها عوامل الإنحطاط وال تخلف ولو أنهم إستمعوا إلى نداء المصلحين لما أبتلوا بتلك النهاية المريعة. وهكذا كل أمة لا تفلح إلا إذا عرفت قيمة المصلحين، فإستمعت إلى نصائحهم، وإستجابت لبلاغهم وإنذارهم.

لهذا الدور تصدى أوسط اصحاب الجنة، فعارضهم في البداية حينما أزمعوا وأجمعوا على الخطيئة، وذكرهم لما أصابهم عذاب الله بالحق، وحملهم كامل المسؤولية، وإستفاد من الصدمة التي أصابتهم في إرشادهم إلى العلاج الناجع.

(قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون) من هذا الموقف نهتدي إلى بصيرة هامة ينبغي لطلائع التغيير الحضاري ورجال الإصلاح أن يدركوها ويأخذوا بها في تحركهم إلى ذلك الهدف العظيم، وهي: إن المجتمعات والأمم حينما تضل عن الحق وتتبع النظم البشرية المنحرفة، تصير إلى الحرمان، وتحدث في داخلها هزة عنيفة (صحوة) ذات وجهين، أحدهما القناعة بخطأ المسيرة السابقة، والآخر البحث عن المنهج الصالح. وهذه خير فرصة لهم يعرضوا فيها الرؤى والأفكار الرسالية، ويوجهوا الناس اليها. من هذه الفرصة إستفاد أوسط اصحاب الجنة، بحيث حذر أخوته من أخطائهم، وأرشدهم إلى سبيل الصواب. (قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين* فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون* قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين* عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون).

وقصة هؤلاء شبيه بقوله تعالى:
 ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ))

 قيل: هذا مثل مضروب لأهل مكة . وقيل: هم أهل مكة أنفسهم، ضربهم مثلا لأنفسهم. ولا ينافي ذلك، والله سبحانه وتعالى أعلم.

إقرأ البقية

موقع القصة في القرآن الكريم

ورد ذكر القصة في سورة الفيل الآيات 1-5.


القصة:

كانت اليمن تابعة للنجاشي ملك الحبشة. وقام والي اليمن (أبرهة) ببناء كنيسة عظيمة، وأراد أن يغيّر وجهة حجّ العرب. فيجعلهم يحجّون إلى هذه الكنيسة بدلا من بيت الله الحرام. فكتب إلى النجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك, ولست بمنته حتى أصرف إليها حج العرب. إلا أن العرب أبوا ذلك، وأخذتهم عزتهم بمعتقداتهم وأنسابهم. فهم أبناء إبراهيم وإسماعيل، فكيف يتركون البيت الذي بناه آباءهم ويحجّوا لكنيسة بناها نصراني! وقيل أن رجلا من العرب ذهب وأحدث في الكنيسة تحقيرا لها. وأنا بنو كنانة قتلوا رسول أبرهة الذي جاء يطلب منهم الحج للكنيسة.

فعزم أبرهة على هدم الكعبة. وجهّز جيشا جرارا، ووضع في مقدمته فيلا مشهورا عندهم يقال أن اسمه محمود. فعزمت العرب على تقال أبرهة. وكان أول من خرج للقاءه، رجل من أشراف من اليمن يقال له ذو نفر. دعى قومه فأجابوه، والتحموا بجيش أبرهة. لكنه هُزِم وسيق أسيرا إلى أبرهة.

ثم خرج نفيل بن حبيب الخثعمي، وحارب أبرهة. فهزمهم أبرهة وأُخِذَ نفيل أسيرا، وصار دليلا لجيش أبرهة. حتى وصلوا للطائف، فخرج رجال من ثقيف، وقالوا لأبرهة أن الكعبة موجودة في مكة –حتى لا يهدم بيت اللات الذي بنوه في الطائف- وأرسلوا مع الجيش رجلا منهم ليدلّهم على الكعبة! وكان اسم الرجل أبو رغال. توفي في الطريق ودفن فيها، وصار قبره مرجما عند العرب. فقال الشاعر:


وأرجم قبره في كل عام * * * كرجم الناس قبر أبي رغال

وفي مكان يسمى المغمس بين الطائف ومكة، أرسل أبرهة كتيبة من جنده، ساقت له أموال قريش وغيرها من القبائل. وكان من بين هذه الأموال مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم، كبير قريش وسيّدها. فهمّت قريش وكنانة وهذيل وغيرهم على قتال أبرهة. ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به فتركوا ذلك .

وبعث أبرهة رسولا إلى مكة يسأل عن سيد هذا البلد, ويبلغه أن الملك لم يأت لحربهم وإنما جاء لهدم هذا البيت, فإن لم يتعرضوا له فلا حاجة له في دمائهم! فإذا كان سيد البلد لا يريد الحرب جاء به إلى الملك. فلما أخب الرسول عبد المطلب برسالة الملك، أجابه: والله ما نريد حربه وما لنا بذلك من طاقة. هذا بيت الله الحرام. وبيت خليله إبراهيم عليه السلام.. فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه, وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه.

ثم انطلق عبد المطلب مع الرسول لمحادثة أبرهة. وكان عبد المطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم. فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه, وأكرمه عن أن يجلسه تحته, وكره أن تراه الحبشة يجلس معه على سرير ملكه. فنزل أبرهة عن سريره, فجلس على بساطه وأجلسه معه إلى جانبه. ثم قال لترجمانه: قل له: ما حاجتك? فقال: حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي. فلما قال ذلك, قال أبرهة لترجمانه: قل له: قد كنت أعجبتني حين رأيتك, ثم قد زهدت فيك حين كلمتني! أتكلمني في مئتي بعير أصبتها لك وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه? قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل. وإن للبيت رب سيمنعه. فاستكبر أبرهة وقال: ما كان ليمتنع مني. قال: أنت وذاك!.. فردّ أبرهة على عبد المطلب إبله.

ثم عاد عبد المطلب إلى قريش وأخبرهم بما حدث، وأمرهم بالخروج من مكة والبقاء في الجبال المحيطة بها. ثم توجه وهو ورجال من قريش إلى للكعبة وأمسك حلقة بابها، وقاموا يدعون الله ويستنصرونه. ثم ذهب هو ومن معه للجبل.

ثم أمر أبرهة جيشه والفيل في مقدمته بدخول مكة. إلا أن الفيل برك ولم يتحرك. فضربوه ووخزوه، لكنه لم يقم من مكانه. فوجّهوه ناحية اليمن، فقام يهرول. ثم وجّهوه ناحية الشام، فتوجّه. ثم وجّهوه جهة الشرق، فتحرّك. فوجّهوه إلى مكة فَبَرَك.

ثم كان ما أراده الله من إهلاك الجيش وقائده, فأرسل عليهم جماعات من الطير، مع كل طائر منها ثلاثة أحجار: حجر في منقاره, وحجران في رجليه, أمثال الحمص والعدس, لا تصيب منهم أحدا إلا هلك. فتركتهم كأوراق الشجر الجافة الممزقة. فهاج الجيش وماج، وبدوا يسألون عن نفيل بن حبيب; ليدلهم على الطريق إلى اليمن. فقال نفيل بن حبيب حين رأى ما أنزل الله بهم من نقمته:


أين المفر والإله الطالب * * * والأشرم المغلوب ليس الغالب

وقال أيضا:

حمدت الله إذ أبصرت طيرا * * * وخفت حجارة تلقى علينا

فكل القوم يسأل عن نفيـل * * * كأن علي للحبشان دينـا


وأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به معهم يتساقط لحمه قطعا صغيرة تلو الأخرى، حتى وصلوا إلى صنعاء, فما مات حتى انشق صدره عن قلبه كما تقول الروايات.

صورة

إن لهذه القصة دلالات كثيرة يصفا الأستاذ سيّد قطب رحمه الله في كتابه (في ظلال القرآن):


فأما دلالة هذا الحادث والعبر المستفادة من التذكير به فكثيرة :

*وأول ما توحي به أن الله - سبحانه - لم يرد أن يكل حماية بيته إلى المشركين، ولو أنهم كانوا يعتزون بهذا البيت, ويحمونه ويحتمون به. فلما أراد أن يصونه ويحرسه ويعلن حمايته له وغيرته عليه ترك المشركين يهزمون أمام القوة المعتدية. وتدخلت القدرة سافرة لتدفع عن بيت الله الحرام, حتى لا تتكون للمشركين يد على بيته ولا سابقة في حمايته, بحميتهم الجاهلية.

*كذلك توحي دلالة هذا الحادث بأن الله لم يقدر لأهل الكتاب - أبرهة وجنوده - أن يحطموا البيت الحرام أو يسيطروا على الأرض المقدسة. حتى والشرك يدنسه, والمشركون هم سدنته. ليبقي هذا البيت عتيقا من سلطان المتسلطين, مصونا من كيد الكائدين.

ونحن نستبشر بإيحاء هذه الدلالة اليوم ونطمئن, إزاء ما نعلمه من أطماع فاجرة ماكرة ترف حول الأماكن المقدسة من الصليبية العالمية والصهيونية العالمية, ولا تني أو تهدأ في التمهيد الخفي اللئيم لهذه الأطماع الفاجرة الماكرة. فالله الذي حمى بيته من أهل الكتاب وسدنته مشركون, سيحفظه إن شاء الله, ويحفظ مدينة رسوله من كيد الكائدين ومكر الماكرين!

*والإيحاء الثالث هو أن العرب لم يكن لهم دور في الأرض. بل لم يكن لهم كيان قبل الإسلام. كانوا في اليمن تحت حكم الفرس أو الحبشة. وكانت دولتهم حين تقوم هناك أحيانا تقوم تحت حماية الفرس. وفي الشمال كانت الشام تحت حكم الروم إما مباشرة وإما بقيام حكومة عربية تحت حماية الرومان. ولم ينج إلا قلب الجزيرة من تحكم الأجانب فيه. ولكنه ظل في حالة تفكك لا تجعل منه قوة حقيقية في ميدان القوى العالمية. وكان يمكن أن تقوم الحروب بين القبائل أربعين سنة, ولكن لم تكن هذه القبائل متفرقة ولا مجتمعة ذات وزن عند الدول القوية المجاورة. وما حدث في عام الفيل كان مقياسا لحقيقة هذه القوة حين تتعرض لغزو أجنبي.


وتحت راية الإسلام ولأول مرة في تاريخ العرب أصبح لهم دور عالمي يؤدونه. وأصبحت لهم قوة دولية يحسب لها حساب. قوة جارفة تكتسح الممالك وتحطم العروش, وتتولى قيادة البشرية, بعد أن تزيح القيادات الضالة. ولكن الذي هيأ للعرب هذا لأول مرة في تاريخهم هو أنهم نسوا أنهم عرب! نسوا نعرة الجنس, وعصبية العنصر, وذكروا أنهم ومسلمون. مسلمون فقط. ورفعوا راية الإسلام, وراية الإسلام وحدها. وحملوا عقيدة ضخمة قوية يهدونها إلى البشرية رحمة برا بالبشرية; ولم يحملوا قومية ولا عنصرية ولا عصبية. حملوا فكرة سماوية يعلمون الناس بها لا مذهبا أرضيا يخضعون الناس لسلطانه. وخرجوا من أرضهم جهادا في سبيل الله وحده, ولم يخرجوا ليؤسسوا إمبراطورية عربية ينعمون ويرتعون في ظلها, ويشمخون ويتكبرون تحت حمايتها, ويخرجون الناس من حكم الروم والفرس إلى حكم العرب وإلى حكمهم أنفسهم! إنما قاموا ليخرجوا الناس من عبادة العباد جميعا إلى عبادة الله وحده. عندئذ فقط كان للعرب وجود, وكانت لهم قوة, وكانت لهم قيادة. ولكنها كانت كلها لله وفي سبيل الله. وقد ظلت لهم قوتهم. وظلت لهم قيادتهم ما استقاموا على الطريقة. حتى إذا انحرفوا عنها وذكروا عنصريتهم وعصبيتهم, وتركوا راية الله ليرفعوا راية العصبية نبذتهم الأرض وداستهم الأمم, لأن الله قد تركهم حيثما تركوه، ونسيهم مثلما نسوه!


وما العرب بغير الإسلام? ما الفكرة التي قدموها للبشرية أو يملكون تقديمها إذا هم تخلوا عن هذه الفكرة? وما قيمة أمة لا تقدم للبشرية فكرة? إن كل أمة قادت البشرية في فترة من فترات التاريخ كانت تمثل فكرة. والأمم التي لم تكن تمثل فكرة كالتتار الذين اجتاحوا الشرق, والبرابرة الذين اجتاحوا الدولة الرومانية في الغرب لم يستطيعوا الحياة طويلا, إنما ذابوا في الأمم التي فتحوها. والفكرة الوحيدة التي تقدم بها العرب للبشرية كانت هي العقيدة الإسلامية, وهي التي رفعتهم إلى مكان القيادة, فإذا تخلوا عنها لم تعد لهم في الأرض وظيفة, ولم يعد لهم في التاريخ دور. وهذا ما يجب أن يذكره العرب جيدا إذا هم أرادوا الحياة, وأرادوا القوة، وأرادوا القيادة. والله الهادي من الضلال.

صورة
إقرأ البقية

قصة أبو لهب وزوجته مع الرسول كاملة

بواسطة Unknown يوم القسم : 0 التعليقات

بعض من يتدبر القرآن قد يتعجب من نزول سورة كاملة -حتى لو كانت قصيرة- فقط لأجل الردِّ على أبي لهب وزوجته، ويتعجبون أكثر وأكثر من أن هناك تصريحًا باسم الرجل، مع أن الكفار الذين تعدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كُثُر، ومع ذلك أشار لهم القرآن الكريم تلميحًا وليس تصريحًا.
ويزداد العجب أكثر عندما نجد اهتمامًا بأمر زوجة أبي لهب، حيث أفردت السورة لها آيتين من أصل خمس آيات، وسُمِّيت السورة بـ"سورة المسد"، وهو أمر متعلق بزوجة أبي لهب.
وإذا أردت العجب أكثر فاعلم أن تاريخ أبي لهب وزوجته مع المسلمين ليس فيه تعذيب بالسياط، ولا ضرب بالسيوف، ولا إصابات أو جروح، ولا قتل أو اغتيال!!
إذن لماذا هذه اللعنات المنصبَّة على هذا الرجل وامرأته؟!
أختصر لك المسافات.. لقد كان الرجل -وكذلك امرأته- من الإعلاميين الخطرين أصحاب الآراء المضللة! وبالتالي لم يكن أذاهما يقف عند مسلم أو مسلمة، إنما كان يتعدى ليصل إلى كل البشر الذين يستمعون لهما أو يشاهدونهما..
وكم من البشر صُدُّوا عن سبيل الله بكلماتهما! وكم من الآلام شعر بها الدعاة من جرَّاء كذبهما وتدليسهما..!
لهذا كله استحقا هذه اللعنة الشاملة، والتي أصابتهما في الدنيا، وكذلك في الآخرة.
وراجعوا مواقفهما المخزية من أول أيام الدعوة..
روى البخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ[الشعراء: 214] صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا، فَجَعَلَ يُنَادِي يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا، فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولاً لِيَنْظُرَ مَا هُوَ، فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ: «أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ، أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟» قَالُوا: نَعَمْ، مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلاَّ صِدْقًا. قَالَ: «فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ». فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا؟! فَنَزَلَتْ {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ[المسد: 1، 2].
لاحظ أن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال في هذه الرواية: "فجاء أبو لهب وقريش"!
لقد لفت نظره أن الجمع الكبير به أبو لهب، فخصَّه بالذكر، مع أن رءوس القوم كانوا حاضرين، إلاّ أن الشخصية المؤثرة فيهم كانت أبا لهب.. لماذا؟! لأنه هو الذي "تكلَّم"، وهو الذي "أعلن" بأعلى صوته منذرًا الناس، وصادًّا لهم عن سبيل الله..!
فالناس عندهم فطرة طيبة، ولو استمعوا إلى القرآن والسُّنَّة لاهتدى معظمهم، فيأتي هؤلاء الإعلاميون الفاجرون ويُزيِّفون الواقع، ويُخوِّفون الناس، ويُبعدونهم عن طريق الدين، فيصير الإعلاميون بذلك أشد خطرًا على الدعوة من الجلاّدين الذين يمسكون السياط بأيديهم، أو الحكام الذين يزجُّون بالمؤمنين في سجونهم..
ومن هنا ذكر الله عز وجل في حق أبي لهب ما لم يذكره في حق شياطين قريش الآخرين، والذين كان جهدهم منصبًّا على التعذيب الماديِّ للمسلمين.
وزوجة أبي لهب..! إعلامية خطيرة كذلك!
لقد سمعت بأمر الدعوة والرسالة، فكرهت الإسلام وأهله، وحسدت الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه، ولم تكتفِ بدفع ابنها لمفارقة ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم رقية رضي الله عنها، وكان قد خطبها في الجاهلية، إنما انطلقت لممارسة دورها الإعلامي الفاجر، فأطلقت على الرسول صلى الله عليه وسلم اسمًا ساخرًا، فأسمته "مُذَمَّمًا" أي عكس "محمد"، وهو من الذم وليس الحمد..!
وصاغت شعرًا تهجو به رسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه، فقالت: "مُذممًا أبينا، ودينه قلينا، وأمره عصينا"، وراحت تتحرك بإعلامها المضاد للإسلام هنا وهناك، ولم تستحي أن تغشى مجالس الرجال مخالفة فطرتها التي تدفعها إلى الحياء، فصار شُغلها الشاغل هو صرف الناس عن الإسلام وأهله.
ولم تكن هذه مواقف عابرة في حياتهما..
إنما "احترفا" الإعلام الفاسد..
كانت أم جميل زوجة أبي لهب تتابع الأخبار، وتتحرك في وسط المجتمع لتنقل لهم الجديد من منظورها المضلل، فلما رأت أن الوحي لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فترة، ذهبت إليه متشفية وقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلا قد قلاك! فنزلت (سورة الضحى).
لكن الإعلامية انطلقت تنشر خبر تأخُّر الوحي بصياغتها المضللة الكاذبة، تقول للناس: إن الذي يأتيه شيطان، وإنه لم يعد يلقاه. بينما الحقيقة أن الذي يأتيه ملك، وهو مستمر في لُقياه. فانظر إليها كيف نقلت طرفًا صغيرًا من الخبر -وهو تأخُّر الوحي فترة قصيرة- بصورة مُشوَّهة فاجرة! وكيف أضافت من عندها، وكيف حذفت من الحقيقة، وكيف تحركت ونشطت في الباطل!!
وزوجها أبو لهب على درب الباطل يسير بجدٍّ واجتهاد.. ينافس زوجته في إعلامها الكاذب.. يروي رَبِيعَةُ بْنُ عَبَّادٍ الدِّيلِيِّ -وَكَانَ جَاهِلِيًّا أَسْلَمَ- فَقَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَصَرَ عَيْنِي بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ يَقُولُ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا»، وَيَدْخُلُ فِي فِجَاجِهَا، وَالنَّاسُ مُتَقَصِّفُونَ عَلَيْهِ، فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَقُولُ شَيْئًا وَهُوَ لاَ يَسْكُتُ، يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا»، إِلاَّ أَنَّ وَرَاءَهُ رَجُلاً أَحْوَلَ وَضِيءَ الْوَجْهِ ذَا غَدِيرَتَيْنِ، يَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ. فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَهُوَ يَذْكُرُ النُّبُوَّةَ. قُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يُكَذِّبُهُ؟ قَالُوا: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ.
إنه يمارس نفس الدور الإعلامي الفاجر.. يدَّعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاذب، وهو يعلم أنه الصادق الأمين، ويدَّعي أنه صابئ وهو يعلم أنه جاء ليدعو إلى عباده الله الواحد الأحد، وهم الذين يعبدون أصنامًا من دون الله.
إن قصة هذَيْن الإعلاميين مليئة بالأحداث المؤسفة، والتي سقطا بهما -لا أقول من عيون الناس فقط- بل من عين الله عز وجل، حتى أراد لهما هذه المهانة التي سطَّرها في كتابه الكريم، فيظل المؤمنون يرددونها عندما يقرءون سورة المسد إلى يوم الدين.
رسالتان من قصة أبي لهب وزوجته
إن هذه القصة تجعلني أوجِّه رسالتين مهمتين:
أما الرسالة الأولى فهي إلى الإعلاميين.. رجالاً ونساءً، الذين يُزيِّفون الواقع، ويدلسون على الناس، ويبغضون الإسلام، ويُبعدون الناس عن طريق المؤمنين.. أقول لهم في هذه الرسالة:
إن أبا لهب مات بعد أن علم أن المؤمنين قد انتصروا في بدر، فأُصيب بهمٍّ وكمد وحزن، ثم زاد الأمر فأصابه الله عز وجل بقرحة كان العرب يتشاءمون منها اسمها "العَدَسَة"، فمات بها، ولم يستطع أحد من أقربائه أن يقترب منه ليدفنه عدة أيام حتى تعفَّن في بيته. وعندما عيَّر الناس أبناءه بتركه، ألقوا عليه الماء من بعيد، ثم حملوه في ثيابه مسرعين إلى أعلى مكة، فألقوه على جبل، ثم رموه بالحجارة حتى وارَوْه تحتها!
هذه هي النهايات الكئيبة لمن سار في هذا الطريق، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين، وهذه إهانة متوقعة، فالله عز وجل هو الذي قال: {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ[الحج: 18].
فأفيقوا أيها الإعلاميون المدلسون.. فما زالت أمامكم فرصة النجاة، فاغتنموها قبل أن يأتي يوم لا عودة فيه إلى هذه الدنيا.. واعلموا أن الجماهير -الذين يتابعونكم الآن- لن تبكي عليكم أبدًا، بل سيتبرءون منكم، ويتوارثون لعنكم، وسيدركون يومًا أنكم ما حرصتم على مصلحتهم أو مصلحة أوطانهم أبدًا، إنما كان كل اهتمامكم هو تحصيل المال والثروة، وتحقيق الصيت والشهرة.. فماذا كسبتم؟! لقد قال الله عز وجل في حق أبي لهب، الإعلامي الفاجر: {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ[المسد: 2].. وما هي شهرته؟ إنها شهرة المجرمين والمفسدين والمفضوحين، في زمانه، وإلى يوم الدين.
هل يعجبكم هذا المصير؟!
والله إني لأشفق عليكم.. أفلا تعقلون؟!
وينبغي هنا أن أشير إلى أمر مهم، وهو أنني لا أعني في هذا المقال أنني أصف الإعلاميين في بلادنا بالكفر الذي كان عليه أبو لهب وزوجته.. إنما فقط أصف "الأفعال" التي من أجلها خُصَّ الرجل وامرأته بالتصريح دون غيرهما، وهذا يعني فداحة ما فعلا، وجُرم ما صنعا. كما أن مَن سلك طريقهما فلا يُستغرب أن يلقى مصيرهما، ومَن جعل رزقه في تكذيب الحق والصدِّ عنه، فلا يُستبعد أن يهجر الإيمان كُلِّيَّة في طريق حياته، ومن ثَمَّ وجب التحذير.. قال تعالى: {كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[المطففين: 14].
وأما الرسالة الثانية فأوجهها إلى المؤمنين: لا يعطلنَّكم هذا الغثاء الذي تسمعونه من أمثال أبي لهب وزوجته.. فأين هما الآن؟ وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟
أمَّا هما فقد أهانهما الله عز وجل وأدخلهما نارًا لا خروج منها، وأمَّا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رفع الله تعالى ذكره وأعزَّ أمره، ونصره وأصحابه، وما زلنا نذكرهم بالخير والثناء، وما زال العالم كله يتدبر في آثارهم العظيمة، وأمجادهم الجليلة..
وهل أثَّرت هذه الأكاذيب الباطلة على حركته ونشاطه صلى الله عليه وسلم؟!
أبدًا والله.. إنه أخذ الموضوع ببساطة عجيبة، وعلَّق عليه تعليقًا لا يتخيله أحد! لقد سمعهم يسخرون منه، ويلقبونه بالمذمم، فماذا قال؟! لقد قال لأصحابه: «أَلاَ تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللَّهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ؟! يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا، وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا، وَأَنَا مُحَمَّدٌ».. وأكمل طريقه صلى الله عليه وسلم، وشجَّع أصحابه على إكمال الطريق، فلا وقت عند الدعاة الصادقين لهذه التُّرَّهات والأباطيل.
ويجدر بنا أن نشير هنا إلى أن ردَّ الفعل هذا كان في زمان مكة حيث لم يكن في يده صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك، أما في زمان المدينة فهذا حديث آخر له تفصيلاته.
فأبشروا واطمئنوا أيها المؤمنون..
فوالله، ليثلجنَّ الله صدوركم بعزِّ هذا الدين، وليشفينَّ صدوركم برؤية الخزي يعلو هؤلاء المجرمين.. وليأتينَّ يوم -أحسبه قريبًا إن شاء الله- يتصاغر فيه هؤلاء المدلسون، ويتوارون عن أعين الناس، بعد أن كانوا ملء سمع الدنيا وبصرها، فهذه نهايات حتميَّة لمن قضى عمره يُبعِد الناس عن طريق ربِّ العالمين..
{وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا[الإسراء: 51].
ونسأل الله أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.

إقرأ البقية

قصة أبو بكر الصديق كاملة

بواسطة Unknown يوم القسم : 1 التعليقات

اسمه كاملاً رضي الله عنه


هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن النضر بن مالك . ويلتقي نسبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب . ويكنى بأبي بكر ويعرف بالصديق . وأمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية .




صفات أبي بكر رضي الله عنه الخِلقية والخُلُقية


صفاته الخِلقية : وصفت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أباها فقالت : ( رجل أبيض ، نحيف ، خفيف العارضين ، أجنأ - يعني في ظهره انحناء بسيط - لا يستملك إزاره يسترخي عن حقويه ( كشحيه ) ، معروق الوجه ، غائر العينين ، ناتئ الجبهة أي بارزها ، عاري الأشاجع اي الاصابع )




صفاته الخُلُقية : عُرف في الجاهلية بحميد الأخلاق وطيب المعاشرة وإمتناعه عن شرب الخمر ، وكان أنسب قريش لقريش ، وكان رجلاً تاجراً ناجحاً ، انتهت إليه الأشناق في الجاهلية .
وعندما جاء الإسلام اشتهر بسابقته في الدخول فيه ، فقد كان صديقاً أواهاً ، شديد الحياء ، كثير الورع ، حازماً في رحمة ، شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم أنه وزن إيمان أبي بكر بإيمان الامه فرجح إيمان ابي بكر رضي الله عنه .




أسماء زوجاته رضي الله عنه


قتيلة بنت عبد العزى من بني عامر وانجبت له عبد الله - أسماء ذات النطاقين وهي زوجة الزبير بن العوام احد العشرة المبشرين بالجنه

أم رومان بنت عامر وانجبت له عبد الرحمن - عائشه أم المؤمنين رضي الله عنها وهي زوجه النبي صلى الله عليه وسلم

أسماء بنت عميس وانجبت له محمد

حبيبة بنت خارجة ابن الحارث وانجبت له أم كلثوم ولدت بعد وفاة ابيها وتزوجها طلحة بن عبيد الله احد العشرة المبشرين بالجنه




أبي بكر الصديق في الجاهلية


مولده : ولد عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب التيمي القرشي الملقب بالعتيق والمكنى بأبي بكر الصديق في السنه الحاديه والخمسين قبل الهجره النبويه المباركه .
وهو بذلك اصغر سناً من النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وبضعة أشهر .




من وجهاء قريش : انتهى الشرف في قريش قبل ظهور الإسلام إلى عشرة رهط من عشرة أبطن ، وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه من بني تيم قد انتهت إليه الاشناق وهي الديات والمغارم ، فكان إذا حمل شيئاْ فسأل فيه قريشاً صدقوه ، وأمضوا حمالة من نهض معه ، وإن احتملها غيرة خذلوه .




نسابة لقريش : كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه نسابة قريش ، قال ابن هشام : كان ابو بكر الصديق رضي الله عنه أنسب قريش لقريش ، وأعلم قريش بها ، وبما كان فيها من خير وشر ، وكان رجلاً تاركاً ذا خلق معروف ، وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه ، لغير واحد من الأمر : لعلمه وتجارته وحسن مجالسته .




تاجراً ناجحاً : كعادة معظم رجالات قريش في البراعه في فن التجارة برز الصديق رضي الله عنه في هذا الجانب ، حيث ارتحل بتجارته الى بصرى الشام ، وأرض اليمن ، وكان معه ابو طالب في قافلته الى الشام ، وكان رأسماله جيداً ، كريماً ، فكان ينفق من ماله في كرمه .




عفته وورعه : حرم أبو بكر الصديق رضي الله عنه على نفسه الخمر في الجاهلية فلم يشربها قط - بفضل الله تعالى - لا في الجاهلية ولا في الاسلام . ولم يسجد لصنم قط أيضاً ، وأخرج ابن عامر بسند صحيح عن أم المؤمنين عائشه رضي الله عنها ، قالت : والله ما قال ابو بكر شعراً قط في جاهلية ولا إسلام ، ولقد ترك هو وعثمان شرب الخمر في الجاهلية .




صديقاً للنبي : كان ابو بكر رضي الله عنه صاحباً للنبي قبل البعثة ، وكان معه حين ذهب مع عمه إلى الشام . روي ان ابا بكر رضي الله عنه انه قال : خرجت أريد اليمن قبل ان يبعث النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت على شيخ من الازد عالم ، وقد قرأ الكتب وعلم علماً كثيراً ، فلما رآني قال : أحرمي انت ؟ قلت نعم : أنا من أهل الحرم ، قال : وقرشي ؟ قلت : نعم أنا من قريش ، قال وتيمي ؟ قلت : نعم انا عبد الله بن عثمان بن تيم بن مرة . فأخبره انه سيكون صاحباً لنبي يبعث في الحرم .




أبي بكر الصديق في الإسلام [ العهد المكي ]


إسلامه : كان ابو بكر رضي الله عنه سريع الإستجابه لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم ، يروي ابن هشام عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ما دعوت أحداً الى الإسلام إلا كانت فيه عنده كبوة ونظر وتردد ، إلا ما كان من أبي بكر الصديق ابن قحافة ما عكم ( ما أحجم ) عنه حين ذكرته له وما تردد فيه ) . وروى ابن سعد عن جماعة من الصحابة انهم قالوا : أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه .


دوره الدعوي : حظي الصديق بمكانة رفيعة ومنزلة عالية في قلوب الناس ، وما عُرف عنه من خلق كريم وسيرة عطرة فوظف هذه الخصال الطيبة في مجال الدعوة إلى الله ، فاستجاب له نفر كثير من قومه في مقدمتهم : الزبير بن العوام ، وعثمان بن عفان ، وطلحة بن عبيد الله ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن ابن عوف ، فانطلق بهم الصديق رضي الله عنه وعنهم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وانبأهم بحق الإسلام فآمنوا .




عتقاء الصديق : لقد كان من نتيجة جهر المسلمين بإسلامهم أن تعرض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأذى المشركين وعدوانهم فقام أبو بكر الصديق رضي الله عنه بإعتاق سبعة ممن كانوا يعذبون في سبيل الله ، منهم بلال بن رباح وقد اشتراه بخمس أوسق من الذهب ، وأعتق زنيرة ، أمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل أن يسلم ، وأعتق أمة في بني عدي قوم عمر بن الخطاب ، وقد أسلمت ، وأعتق أمة في بني عبد شمس ، وكانت تدعى أم عبيس وأعتقها .



تصديقه للنبي : أكرم الله سبحانه وتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم فأسرى به ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى . ثم عُرِج به الى السماء ليرى من آيات ربه الكبرى مارأى . وفرضت عليه وعلى امته الصلوات الخمس ، ولما أصبح أخبر قريشاً بذلك فلم يصدقوه . وكان ابو بكر رضي الله عنه ، كلما آخبر النبي صلى الله عليه وسلم بشئ حول الاسراء والمعراج قال له : صدقت ، فسمي لذلك الصديق .



خروجه للحبشة : خرج أبو بكر الصديق رضي الله مهاجراً إلى الحبشة - مضحياً بمكانته في قومه وتجارته ومصالحه في سبيل الله - حتى اذا بلغ برك الغماد لقيه ابن الدغنة ، فقال : اين تريد يا ابا بكر ؟ قال ابو بكر : أخرجني قومي فأريد ان أسيح في الارض فأعبد ربي ، قال ابن الدغنة : فإن مثلك يا ابا بكر لا يَخرَجُ ولا يُخرج ... فأنا لك جار ، فارجع فاعبد ربك ببلدك . فرجع الصديق مع ابن الدغنة .



تعرضه للإيذاء : حاولت قريش الاعتداء على الرسول صلى الله عليه وسلم فقام ابو بكر رضي الله عنه يدفعهم عنه وهو يقول : أتقتلون رجلاً ان يقول ربي الله ، ثم تحول حقدهم إلى أبي بكر يضربونه ويشدون شعره ، حتى أغمي عليه ؛ فلما أفاق قال : ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولون له : بخير ، فيقول : والله لا ذقت طعاماً ولا شراباً حتى أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تهدأ نفسه حتى اطمأن على رسول الله صلى الله عليه وسلم .



هجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم : خرج النبي صلى الله عليه وسلم ، وصاحبه أبو بكر رضي الله عنه خفية إلى غار ثور ، بعيدون عن أعين قريش استعداداً للهجرة إلى يثرب . ثم دخل أبو بكر الغار قبل النبي ليطمئن إلى عدم وجود ما يكره او يخشى فيه . وكمنا في الغار ثلاثة أيام كان عبد الله بن أبي بكر يوافيهما بالأخبار ، وأخته أسماء توافيهما بالطعام وعندما يئست قريش من بحثها عنهما . توجه الركب الميمون في اليوم الرابع صوب يثرب مهاجرين .




من خصائص أبي بكر رضي الله عنه


- أول الناس إسلاماً من الرجال ، وأول الناس صلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم حينما فرضت .
- أسلم على يديه عدد كبير من كبار رجالات الصحابة رضي الله عنهم .
- أنفق معظم أمواله في شراء المعذبين وإعتاقهم في سبيل الله تعالى .
- تصديقه للنبي صلى الله عليه وسلم بعد حادثة الإسراء والمعراج فسماه الرسول صلى الله عليه وسلم بالصديق .
- صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم في الهجرة المباركة قال تعالى : (( ثاني اثنين إذ هما في الغار )) .
- شهد المغازي كلها وقاد سريتين من السرايا التي وجهها الرسول صلى الله عليه وسلم لمحاربة الأعداء .
- روى ما يقارب 142 حديثاً من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم .
- شرفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالزواج من ابنته عائشة وهي الزوجة البكر الوحيدة للنبي صلى الله عليه وسلم .
- استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم للصلاة بالناس حينما إشتد عليه الألم في مرضه .
- أول من لقب بخليفة رسول الله بعد وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم .
- أول من قمع المرتدين ، وجمع القرآن في مصحف ، ونشر الإسلام خارج جزيرة العرب عن طريق الفتوحات .




أهم أحداث أبي بكر الصديق في العهد المدني


سنة 1 هـ : وصول النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً من مكة مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى قباء في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة من البعثة المباركة ، ومكوثه فيها عدة أيام : حيث وضع خلالها أسس مسجد قباء ( أول مسجد بني في الإسلام ) ثم توجه النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر إلى داخل يثرب واستقر مقامهما فيها وسميت يثرب منذ ذلك اليوم بالمدينة . فقام صلى الله عليه وسلم ببناء المسجد النبوي الشريف والحجرات الطاهرات . وقد بنى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا العام على عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما .




سنة 2 هـ : في هذا العام انزل الله تعالى آية الإذن بالقتال ولم يفرضه عليهم قال تعالى : (( أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظُلِموا وإن الله على نصرهم لقدير )) لذلك شارك ابو بكر رضي الله عنه مع كل غزوه غزاها الرسول صلى الله عليه وسلم بل كان ابو بكر من ضمن المجلس الإستشاري في غزوة بدر وأحد قادة الجيش حيث تكلم كلاماً حسناً ، وخلال عملية الرسول صلى الله عليه وسلم الإستكشافيه قبل المعركة صحبه ابو بكر الصديق رضي الله عنه حينما كانا يتجولان حول معسكر مكة لمعرفة عدد الجيش القرشي . وقد قاتل عبد الرحمن بن أبي بكر مع المشركين ضد المسلمين وفيهم والده .



سنة 3 هـ : حينما أنهزم أكثرية المسلمين في أحد ، ثبت مع الرسول صلى الله عليه وسلم خمسة عشر رجلاً ، ثمانية منهم من المهاجرين في مقدمتهم الصديق رضي الله عنه ، وسبعة من الأنصار . يفتدونه بحياتهم ويتلقون سهام الاعداء دونه ، وكلهم يقول : ( وجهي دون وجهك ونفسي دون نفسك ، وعليك السلام غير مودع اي غير متروك ) . وكما حدث لأبي بكر مع ابنه في بدر تكرر المشهد ذاته في أحد ، حين طلع عبد الرحمن يقول متحدياً من يبارز ؟ فنهض الصديق رضي الله عنه شاهراً سيفه ، يريد التصدي له ، لولا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( شم سيفك وارجع إلى مكانك ومتعنا بنفسك ) .



سنة 4 هـ : خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم إلى مساكن بني النضير يطالبهم في الإسهام في دية العامريين بموجب المعاهدة بينه وبينهم ، فإنتهى إلى ديارهم وذكر لهم ما جاءهم من أجله فأبدوا إرتياحاً واستعداداً وأنزلوه مع أصحابه منزلاً حسناً في ظل جدار من بيت أحدهم . وخلا اليهود بعضهم إلى بعض ، وسول لهم الشيطان ان يلقوا حجارة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعلى الدور ، ونزل جبريل من الله يخبره بالأمر ، فنهض الرسول صلى الله عليه وسلم مسرعاً ، وتوجه إلى المدينة ولحقه أصحابه فقالوا : نهضت ولم نشعر بك ، فأخبرهم بما همت به يهود .



سنة 5 هـ : في هذا العام أسهم الصديق رضي الله عنه إسهاماً كبيراً مع بقية المهاجرين والأنصار في حفر الخندق خلال غزوة الأحزاب ، فكان رضي الله عنه ينقل التراب في ثيابه ، فلما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ورأى ما بالصحابة من النصب والجوع . قال : ( اللهم إن العيش عيش الآخرة ، فاغفر للأنصار والمهاجرة ) .



سنة 6 هـ : خرج ابو بكر الصديق رضي الله عنه في سرية إلى وادي القرى في شهر رمضان من هذا العام لتأديب بني فزارة الذين أرادوا اغتيال الرسول صلى الله عليه وسلم وقد أبلى ابو بكر رضي الله عنه في هذه السرية بلاء حسناً ، وفيهم امرأة ناصبت العداء للنبي هي أم قرفة وابنتها ، فجاء بهم ابن الأكوع يسوقهم إلى أبي بكر ، فنفله ابنتها ، وقد سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت أم قرفة ، فبعث بها إلى مكة ، وفدى بها أسرى من المسلمين هناك . وفي صلح الحديبية انطلق عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي بكر رضي الله عنه متغيظاً من بنود الصلح فرد عليه الصديق كما رد الرسول على عمر . وزاد فاستمسك بغرزه حتى تموت ، فو الله انه لعلى الحق .



سنة 7 هـ : في هذا العام خرج ابو بكر الصديق رضي الله عنه في سريه لتأديب بني كلاب الذين اتحدوا مع بعض القبائل العربيه من بني محارب وأنمار ضد المسلمين ، فكان النصر المؤزر من نصيب المسلمين بقيادة الصديق رضي الله عنه وقد شارك ابو بكر رضي الله عنه مع المسلمين في أداء عمرة القضاء بعد أن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من شهد الحديبيه بقضاء عمرته ، وأن لا يتخلف منهم أحد شهد الحديبيه . وهذه العمره تسمى بأربعة أسماء هي على النحو التالي : القضاء ، والقضية ، والقصاص ، والصلح .



سنة 8 هـ : في هذا العام تم فتح مكة المكرمة ، وبعد هذا الفتح جاء ابو بكر الصديق رضي الله عنه بأبيه أبي قحافه يقوده وقد كُف بصره ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه ) ؟ فقال أبو بكر : يا رسول الله ، هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه أنت ، فأجلسه بين يديه ، ثم مسح صدره وقال : ( أسلم فأسلم ، وهنأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر بإسلام أبيه ، وكان رأس أبي قحافه قد اشتعل شيباً ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : غيروا من شعره ، ولا تقربوه سواداً ) .



سنة 9 هـ : في أواخر شهر ذي القعدة من هذا العام خرج ابو بكر الصديق رضي الله عنه بإذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج ، ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أثره علياً رضي الله عنه ... فسار الصديق وهو أميراً على الحج ومعه علي رضي الله عنهما الى مكة ، فأقام الناس الحج وحجت العرب والكفار على عادتهم في الجاهلية . وعلي رضي الله عنه يؤذن ببراءة ، فنادى يوم الأضحى قائلاً : لا يحجن بعد العام مشرك ، ولا يطوفن بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجله إلى مدته . ورجع المشركون ، فلام بعضهم بعضاً ، وقالوا : ما تصنعون ، وقد أسلمت قريش فأسلموا .



سنة 10 هـ : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خطب قرب وفاته .. قال : إن عبداً من عباد الله خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله ، فلم يدرك غير أبي بكر الصديق رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم إنما يعني نفسه ، فأجهش ابو بكر رضي الله عنه بالبكاء ، وقال : نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا . ثم قال : عليه الصلاة والسلام : ( إني لا أعلم أحداً كان أفضل من الصحبة يداً منه ) .. الحديث ، ثم قال : ( لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر ) متفق عليه .



سنة 11 هـ : في هذا العام إنتقل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فطاشت الأحلام واضطربت الألباب والرؤى ولم يحسم الأمر بوضع الناس على الحق غير فقه وثبات أبي بكر رضي الله عنه ، إذ قال : أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، وتلا قوله تعالى : (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين )) آل عمران 144 . حتى قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : والله لكأني ما سمعت هذه الآية من قبل . فكان لثبات أبي بكر رضي الله عنه أثره الكبير في وحدة الصف الإسلامي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .




بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه بالخلافة


حينما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم أصيب الناس بالفزع وطاشت الأحلام واضطربت الألباب والرؤى ، ولم يحسم الامر بوضع الناس على الحق غير فقه وثبات أبي بكر رضي الله عنه ، حيث قال : أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم تلا على الناس قوله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم : (( إنك ميت وإنهم ميتون )) وقوله سبحانه : (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين )) قال الطبري : وكان عمر يقول : لم يمت ؛ وكان يتوعد الناس بالقتل في ذلك . حتى رجع عمر رضي الله عنه عن ذلك وقال : والله لكأني ما سمعت هذه الآية من قبل .
وكان من واجب المسلمين بعد أن عرفوا بحقيقة الامر ان يسرعوا باختيار خليفة لهم يلي أمر المسلمين في شتى أمورهم المختلفة . فاجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ليبايعوا سعد ابن عبادة ، فبلغ ذلك أبا بكر ، فأتاهم ومعه عمر وأبو عبيدة عامر بن الجراح ، فقال : ما هذا ؟ فقالوا : منا أمير ومنكم أمير ، فقال أبو بكر : منا الأمراء ومنكم الوزراء . ثم قال ابو بكر : إني قد رضيت لكم أحد هذين الرجلين : عمر او أبا عبيدة ، إن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه قوم فقالوا : ابعث معنا أميناً فقال : لأبعثن معكم أميناً حق أمين ؛ فبعث معهم أبا عبيدة بن الجراح ، وأنا أرضى لكم أبا عبيدة . فقام عمر ، فقال : أيكم تطيب نفسه أن يخلف قدمين قدمهما النبي صلى الله عليه وسلم ! فبايعه عمر وبايعه الناس ... وجاء في صحيح البخاري ان أبا بكر رضي الله عنه قال : نحن الأمراء وانتم الوزراء ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الأئمة من قريش ، وقال : أوصيكم بالأنصار خيراً أن تقبلوا من محسنهم وتتجاوزوا عن مسيئهم ، إن الله سمانا الصادقين وسماكم المفلحين ، وقد امركم أن تكونوا معنا حيث كنا فقال : (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين )) فتذكر الأنصار ذلك وانقادت إليه وبايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه ) وفي اليوم الثاني من بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه في سقيفة بني ساعدة دعي إلى الصلاة ، ووقف ابو بكر على المنبر ، وقام عمر وتكلم كلاماً طيباً عن فضائل أبي بكر .
فبايع الناس الصديق بيعة عامة بعد بيعة السقيفة ، ثم تكلم ابو بكر رضي الله عنه فقال بعد ان حمد الله وأثنى عليه : أما بعد أيها الناس ، فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني ، وإن أسأت فقوموني ، الصدق أمانه ، والكذب خيانه ، والضعيف فيكم قوي حتى أرد عليه حقه إن شاء الله تعالى . والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق إن شاء الله تعالى . لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء ، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله ، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم ، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله . ولم يتخلف عن البيعة إلا الذين كانوا مشغولين بتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انتهوا من ذلك بايعوا ، ولم يتخلف منهم أحد سوى سعد بن عبادة رضي الله عنه الذي تأخر قليلاً من الوقت ، ثم بايع وخرج مجاهداً ، واستشهد في بلاد الشام بعد قليلٍ من خروجه رضي الله عنه .




الموظفون في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه


- حنظلة بن الربيع ( كاتب )
- عبد الله بن الأرقم ( كاتب )
- عبد الله بن خلف الخزاعي ( كاتب )
- معيقيب بن أبي فاطمه الدوسي ( كاتب )
- أبو عبيدة عامر بن الجراح ( بيت المال )
- سعد القرظ ( مؤذن )
- زيد بن ثابت ( كاتب وفرضي )
- عبد الرحمن بن عوف ( إمارة الحج )
- أبو حثمة الأنصاري ( خارص )




وصية أبي بكر الصديق التي أمر بها أن يكون عمر بن الخطاب الخليفة من بعده


ترك أبو بكر الصديق رضي الله عنه عهد عمر مكتوباً وموثوقاً بخاتمه ، وكان نص العهد الذي حرره عثمان رضي الله عنه كما يلي :
( بسم الله الرحمن الرحيم : هذا ما عهد به أبو بكر بن أبي قحافة في آخر عهده بالدنيا خارجاً منها ، وعند أول عهده بالآخرة داخلاً فيها ، حيث يؤمن الكافر ، ويوقن الفاجر ، ويصدق الكاذب ، إني استخلفت عليكم بعدي عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا ، وإني لم آل الله ورسوله ودينه ونفسي وإياكم خيراً ، فإن عدل فذلك ظني به وعلمي فيه ، وإن بدل فلكل امرئ ما اكتسب ، والخير أردت ولا أعلم الغيب ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) .




وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه


أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( دخلت على أبي بكر رضي الله عنه فقال : في كم كفنتم النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة . وقال لها : في أي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : يوم الإثنين . قال : فأي يوم هذا ؟ قالت : يوم الإثنين . قال : أرجو فيما بيني وبين الليل . فنظر إلى ثوب عليه كان يمرض فيه ، به ردع زعفران فقال : اغسلوا ثوبي هذا وزيدوا عليه ثوبين فكفنوني فيهما . قلت : إن هذا خلق . قال : إن الحي أحق بالجديد من الميت ، إنما هو للمهملة . فلم يتوف حتى أمسى من ليلة الثلاثاء ، ودفن قبل أن يصبح ) ولابن سعد من طريق الزهري عن عروة عن عائشة ( أول بدء مرض أبي بكر أنه اغتسل يوم الإثنين لسبع خلون من جمادى الآخرة ، سنة ثلاث عشرة ) وروى ابن أبي شيبة وغيره ( ان عمر صلى على أبي بكر في المسجد وأن صهيباً صلى على عمر في المسجد ) قال البخاري : ( ودفن أبو بكر رضي الله عنه ليلاً ) .





وفي الختام أسال الله أن ينفعكم بهذا الموضوع وان يجزيكم خير الجزاء على قراءته .
إقرأ البقية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة